عملية القدم الحنفاء
القدم الحنفاء أو حنف القدم أو القدم المخلبية، وبالإنجليزية Club foot، كلها مسميات لتشوه خلقي في القدم لحديثي الولادة، بحيث تكون القدم مائلة للداخل في شكل يشبه عصا الجولف، وهي حالة شائعة إلى حد ما. تسبب هذه الحالة فزعًا للأبوين منذ الوهلة الأولى، ولكنها قابلة للعلاج لحسن الحظ، بل وقد يصبح طفلك شخصًا رياضيًا في المستقبل بلا أي مشاكل، فما هي اسباب القدم المخلبية ؟ وهل عملية القدم الحنفاء هي الحل؟ وكيف يتم علاجها؟
ما هي القدم الحنفاء؟
يوضح الدكتور يحيى البرمبلي -استشاري جراحة عظام الأطفال وتشوهات العمود الفقري- أن القدم الحنفاء تصف مجموعة من تشوهات القدم التي يولد بها بعض الأطفال، بحيث تكون قدم الطفل مثنية للداخل ولأسفل.
وفي القدم المخلبية، تكون الأوتار -تلك الأنسجة الموصلة بين العضلات والعظام- أقصر من الطول الطبيعي، مما يسبب هذا الانحناء الواضح. وتختلف في درجاتها وشدتها بين طفل وآخر، ويشير الدكتور يحيى البرمبلي إلى أنها حالة شائعة، إذ يولد ما يقارب من 500 طفل يوميًا في العالم يعانون من حنف القدم، ويؤكد أنها حالة قابلة للعلاج، وكلما كان العلاج مبكرًا كلما قل خطر صعوبات المشي عند الطفل في المستقبل، ويمكن علاج هذا التشوه من دون جراحة عند أغلب الأطفال، إلا أن بعض الأطفال قد يحتاجون للخضوع لجراحة.
اسباب القدم الحنفاء
يوضح الدكتور يحيى البرمبلي وجود أسباب كثيرة للقدم المخلبية، إلا أن معظم الحالات أسبابها غير معلومة، ولكن يجزم الباحثون كونها أسبابًا وراثية أو أسبابًا بيئية، ويعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة، وتتضمن عوامل الخطر ما يلي:
- التاريخ العائلي من للإصابة بالقدم الحنفاء.
- أمراض وراثية مثل السنسنة المشقوقة Spina bifida، وهي مشكلة في العمود الفقري، والنخاع الشوكي الذي لا يتطور بصورة صحيحة أثناء مرحلة تكوين الجنين.
- بعض العادات الخاطئة من الأم أثناء فترة الحمل، مثل التدخين.
- عدم وجود كمية كافية من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين أثناء فترة الحمل.
كيفية علاج القدم الحنفاء
يشير الدكتور يحيى البرمبلي إلى وجود تقنية علاجية تسمى بتقنية بونسيتي Ponseti technique، وهي الطريقة الشائعة والخيار العلاجي الأول الذي يُلجأ إليه بعد إجراء الأشعة اللازمة على قدم الطفل، وبعض الفحوصات الأخرى للتحقق من عدم إصابة الطفل بأي مشاكل وراثية أخرى. ويؤكد الدكتور يحيى أن نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء عالية بشرط البدء في العلاج مبكرًا، وتحديدًا خلال أول أسبوعين من عمر الطفل.
هذه التقنية عبارة عن تركيب جبيرة على قدم الطفل، ويتم تغييرها أسبوعيًا ولمدة عدة أسابيع بحسب ما يحدده الطبيب، بحيث يتم إعادة القدم لموضعها الطبيعي بصورة تدريجية، ثم يتم إجراء عملية بسيطة لإطالة الوتر تحت تأثير التخدير الموضعي، وبعدها يرتدي الطفل حذاءًا خاصًا يحافظ على وضع القدم الطبيعي من دون مشاكل لفترة زمنية محددة.
الجراحة
هناك بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للطرق غير الجراحية، ويحتاج الطفل حينها الخضوع لعملية جراحة أخرى لإطالة الأوتار والأربطة لإعادة القدم للوضع الطبيعي المتعارف عليه.
ويرتدي الطفل جبيرة القدم الحنفاء بعد العملية لعدة شهور، ثم يرتدي الدعامات لمدة قد تصل إلى عام، وذلك لمنع عودة القدم الحنفاء مجددًا، ويجب المتابعة مع الطبيب أولًا بأول، والالتزام بالإرشادات والتمارين الموصوفة بدقة.
وختامًا، إن علاج هذه الحالة ممكن، ونتائجه جيدة، ويمكن للطفل العودة إلى ممارسة أنشطته الطبيعية واللعب، والاشتراك في الأنشطة الرياضية بعد العلاج كما يوضح الدكتور يحيى البرمبلي.
اقرأ أيضًا مقالتنا عن افضل دكتور لعلاج القدم الحنفاء.