يولد بعض الأطفال وهم يعانون من تشوهات خلقية في القدم، وتؤثر تلك التشوهات بالسلب على حركة المشي لديهم. تتضمن تلك التشوهات مشكلة القدم المخلبية عند الاطفال أو القدم الحنفاء.

ويقدم لنا الدكتور يحيى البرمبلي -استشاري جراحة عظام الاطفال وتشوهات العمود الفقري- الذي يُعَد أفضل دكتور جراحة عظام اطفال في مقال اليوم أهم المعلومات عن مشكلة القدم المخلبية وعلاجها واسبابها.

 

ما هي القدم المخلبية؟

القدم المخلبية عبارة عن تشوه في مفصل القدم والكاحل بسبب قِصَر الأوتار في باطن القدم، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى شد (مِشط الرجل)، فتلتوي القدم إلى الداخل.

وتتسم القدم المخلبية عند الاطفال -أيضًا- بسوء ترتيب العظم داخل القدم، وهو ما يؤثر على ترتيب الأربطة الواصلة بين العظيمات الصغيرة، ما يؤدي في النهاية إلى الحصول على شكل  الرجل المخلبية.

قد تصيب المشكلة قدمًا واحدةً أو اثنتين، وسُميَت بالقدم المخلبية نظرًا لتشابهها مع مخالب الطائر. وتصل نسبة انتشار هذا التشوه إلى 1 من كل ألف، كما يُمكِن ملاحظة التشوه واكتشافه أثناء الحمل عن طريق فحص الموجات فوق الصوتية (جهاز السونار).

اسباب القدم المخلبية

لا توجد اسباب ثابتة أو مؤكدة لحدوث مشكلة الرجل المخلبية عند الاطفال، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت صحة بعض النظريات والعوامل التي تلعب دورا هاماً في الإصابة بذلك التشوه، ومنها ما يلي :

  • أداء العوامل الجينية دورًا هامًا في الإصابة بالرجل الحنفاء.
  • زيادة قوة عضلات رحم الأم -خاصةً أثناء الحمل الأول- التي قد تضغط على الجنين مُسببةً ظهور الرجل المخلبية.
  • قَلَة السائل المحيط بالمشيمة.
  • صِغَر حجم رحم الأم.
  • قصر الأوتار القابضة للقدم وطول الأوتار الباسطة.

علاج القدم المخلبية

قديمًا عولجت القدم المخلبية عند الاطفال عن طريق الجراحة بعد وصول الطفل إلى عُمر سنة، وتسببت تلك الطريقة في جعل الأوتار أقل مرونة، كما أدت إلى زيادة تيبس القدم، الأمر الذي يُسبب وجود صعوبات في الحركة.

مما سبق نستنتج أن العملية القديمة لم تتعد كونها إجراءً تجميليًا، فقد استعدنا شكل القدم الطبيعي بينما لم نستعد وظيفتها الأساسية.

ثم جاء الجراح “بونستي” المنسوب له علاج القدم المخلبية واقترح طريقة علاجية تتضمن تعديل تدريجي لشكل القدم بواسطة شد وتطويل الأوتار القصيرة بالقدم، كما يهدف العلاج إلى إعادة ترتيب العظيمات الصغيرة داخلها. ويتضمن الإجراء ثلاث مراحل، وهم:

  • المرحلة الأولى: التعديل التدريجي بالجبس، ويُغير الطبيب الجبس مرة أسبوعيًا خلال أربع إلى سِت جلسات. وتهدف تلك المرحلة إلى علاج المشكلة قبيل وصول الطفل لعمر الشهرين، فالعلاج المبكر يزيد من فرص الحصول على نتائج أفضل وأسرع.
  • المرحلة الثانية: إطالة وتر العرقوب عن طريق صُنع جرح بسيط لا يتعدى نصف سم. ويعتبر وتر العرقوب أقوى وتر في الجسم، وهو يربط ما بين الكعب وعضلة الساق الخلفية، ويتسبب قِصَر هذا الوتر في الإصابة بمشكلة الرجل المخلبية. وبعد هذه المرحلة نعود لتطبيق الجبس مرة أخيرة تستمر لمدة ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
  • المرحلة الثالثة: بعد الانتهاء من مرحلة الجبس يصف الطبيب جبيرة -أو مثبت- للحفاظ على شكل القدم بعد العلاج حتى لا تعود للتشوه مرة أخرى، ويعتمد الطفل على تلك الجبيرة حتى وصوله إلى سن المشي.

ترتفع نسبة نجاح علاج القدم الحنفاء لتصل إلى ٩٠٪، وتزداد نسبة النجاح كلما كان الطبيب أكثر خبرة بذلك النوع من العلاج.

في نهاية المقال ننصح الوالدين بضرورة المتابعة  لحالة الجنين طوال مرحلة الحمل، وبسرعة التوجه إلى الطبيب المختص حين ملاحظة وجود أي مشكلة غير طبيعية، مثلما هو الحال في القدم المخلبية عند الاطفال.

وتذكر أن التدخل العلاجي المبكر لعلاج التشوهات -مثل سرعة علاج القدم المخلبية- يُزيد من فرص الشفاء التام.